كيفية التخلص من المال الحرام يقول السائل: تحصلت على بعض الأموال من طرق غير مشروعة، وتاب الله علي من الحرام، فما السبيل إلى التخلص من المال الحرام؟
![]() |
كيفية التخلص من المال الحرام |
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالمال الحرام إن كان خاصا بمعين معلوم، فالتخلص منه يكون برده إلى صاحبه أو ورثته من بعده، إن أمكن ذلك، وإن كان مكتسبا من طريق حرام، كالتجارة في المحرمات أو لم يعلم صاحبه، فالتخلص منه يكون عن طريق إخراجه في وجوه الخير، لا بنية الصدقة وإنما بنية التخلص من الحرام.
التفصيل والدليل:
- المال الحرام يجب التخلص منه ولا يجوز الانتفاع به، بلا خلاف. لقوله : ( يا كعبُ بنَ عُجْرةَ إنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ لحمٌ ودمٌ نبَتا على سُحتٍ النَّارُ أَوْلى به )، ولأنه لو لم يكن فيه من الضرر إلا كونه حائلا بين المرء وبين أن تستجاب دعوته لكفى،
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم.
وأما كيفية التخلص منه : فإنه يكون بحسب مصدره، فإن المال الحرام مصدره أحد ,طريقين:
- أحدهما: أن يكون مأخوذا من معين معلوم، ففي هذه الحالة يكون التخلص منه برده إلى صاحبه أو ورثته من بعده ؛ لقوله : «على اليد ما أخذت حتى تؤديه).
- وثانيهما: أن يكون المال مكتسبا من أعمال محرمة، كتجارة الخمور والمخدرات، والتخلص منه في هذه الحالة يكون عن طريق إنفاقه في وجوه البر، كالنفقة على المحتاجين من الفقراء والمساكين، وإعانة الغارمين وعلاج المرضى، وكذا يجوز إخراجه في مصالح المسلمين العامة، كرصف الطرق وإنشاء الجسور، وبناء المدارس ودار الأيتام، أو نحو ذلك، على أن تكون هذه النفقات بنية التخلص من الحرام، لا بنية الصدقة، والله أعلم.
عزيزى القارئ لاتنسى تقييم المقالات من خلال تعليقكم على صفحات الموقع