عمر بن عبد العزيز هو الخامس من الخلفاء الراشدين في الدولة الإسلامية، ولد عمر بن عبد العزيز في عام 682 ميلادية وتولى الخلافة في عام 717 ميلادية،كان عمر بن عبد العزيز معروفًا بعدله وحكمته، وقد قام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية هامة خلال فترة حكمه، توفي عمر بن عبد العزيز في عام 720 ميلادية بعد حكم استمر لمدة عامين ونصف، ورغم قصر فترة حكم،إلا أن تأثيره الإيجابي على الدولة الإسلامية كان كبيرًا ومستدامًا.
الخليفة عمر بن عبد العزيز وأهم إصلاحاته
عمر ابن عبد العزيز ابن مروان ابن ابي العاص ابن امية ،وامه ام عاصم بنت عاصم ابن عمر ابن الخطاب .
ولد بالمدينة المنورة سنة 62 هجرية ،ونشا عمر في المدينة بناء علي رغبة ابية ، الي تولي امارة مصر بعد مولد عمر بقليل وظل واليا عليها حتي وفاته (65-85) هجرية.
تفقه في الدين والعلوم الشرعية واللغة العربية والتاريخ وظل عمر في المدينة ، بعد وفاه ابيه فأخذه عمه عبدالملك بن مروان الى دمشق وزوجه بنته فاطمه.
ثم عينه واليا على اماره صغيره في الشام ، وظل واليا عليه حتى مات عمه عبدالملك ،وبعد تولى الوليد بن عبدالملك الخلافة عينه واليا على المدينة سنه (87)هجريه.
- وقد قال عنه الإمام مالك بن أنس: "إن عمر بن عبد العزيز لم يكن يعدل بين الناس بالمال فحسب، بل كان يعدل بينهم بالعدل والقسط".
قام عمر بن عبد العزيز بإصلاحات شاملة
- 1 -تعيين عمر بن عبد العزيز واليا على المدينة:
- الشرط الأول: أن يعمل بين الناس بالحق ولا يظلم أحدا، ولا يجوز لأحد أخذ ما على الناس من حقوق لبيت المال.
- الشرط الثاني: أن يسمح له بالحج في أول سنة، لأن عمر لم يحج في ذلك الوقت.
- الشرط الثالث: أن يسمح له بالعطاء، وأن يخرجه للناس في المدينة
- 2-أعماله بالمدينة:
- تكوين مجلس فقهاء المدينة العشرة: عندما وصل عمر بن عبد العزيز إلى المدينة، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وهو واليا، فصلى الظهر ودعا عشرة من فقهاء المدينة وقال: "إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعوانا على الحق، ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدا يتعدى أو بلغكم عن عامل لي في ظلامة فأحرج بالله على أحد بلغه ذلك إلا أبلغني، فجزوة خيرا وافترقوا"، فقد استطاع عمر بن عبد بن العزيز أن يكون من هؤلاء مجلس شورى للإمارة، فهو في هذه الحالة كجده الفاروق رضي الله عنه
- توسعة المجلس النبوي: قام الوليد بن عبد الملك بكتب كتاب إلى عمر بن عبد العزيزيأمره بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وان يشتري ما في نواحيه حتى يكونمائتي ذراع في مائتي ذراع ويقول له:" قدم القبلة إن قدرت وأنت تقدر لمكان أخوالك وانهم لا يخالفونك"، ثم اهدم عليهم وادفع إليهم الأثمان، فإن لك في ذلك سلف صدق عمر وعثمان،فأقرأهم كتاب الوليد وهم عنده، فأجاب القوم إلى الثمن فأعطاهم إياه، وأخذ في هدم بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ،وبنى المسجد وهكذا استطاع عمر بن عبد العزيز أن يوسع المسجد بناء على رغبة الوليد.
- حفر الآبار وتسهيل الثنايا وعمل الفوارة: وفي سنة 88هـ ، كتب الوليد بن عبد الملك ، إلى عمر بن عبد العزيز يأمره بتسهيل الثنايا وحفر الآبار في البلدان، كما أمره الوليد أن يعمل الفوارة بالمدينة فعملها، وأجرى ماءها، فلما حج الوليد ورآها فأعجبته، فأمر لها بقوام يقيمون عليها وأمر أهل المسجد أن يستقوا منها، كما كتب إلى البلدان جميعها بإصلاح الطرق وعملكما أمره ان ينشئ الفنادق وأماكن الراحة والضيافة على الآبار وأجرى عليهم الأرزاق الطريق ويكثر منها على سكة خرسان لتأمين السائرين عليها، وفي سنة 91ه حج الوليد بن، فقد قام عمر باستقباله أحسن استقبال، عبد الملك فكتب إلى عمر الحج فرحب عمر بذلك. فقد شاهد الوليد بأم عينيه الإصلاحات العظيمة التي حققها عمر خلال إمارته على المدينة، كما كتب الوليد بن عبد الملك قبل أن يعزله أن يضرب خبيب بن عبد الله بن الزبير ويصب على رأسه الماء البارد، فقام عمر بضربه خمسين سوطا وصب على رأسه ماءا باردا، في يوم شات ووقفه على باب المسجد فمات خبيب من يومه .
عمر بن عبد العزيز: إصلاحاته وأثرها على الأمة الإسلامية
من خلال هذه الدراسة والبحث في موضوع عمر بن عبد العزيز إصلاحاته وأثرها على الأمة الإسلامية، تمكنت من الوصول إلى مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات لعل أهمها ما يلي:
- عين رضي الله عنه واليا على المدينة من طرف الوليد بن عبد الملك لمدة ستة سنوات قام خلال هذه المدة بعدة اعمال منها تكوين مجلس فقهاء المدينة العشرة، توسعة المسجد النبوي، حفر الآبار وتسهيل الثنايا وعمل الفوارة، وبفعل سياسته الانفتاحية التي جعلت الحجاجين يوسف الثقفي والي العراق يشتكي منه إلى الوليد بن عبد الملك، ليقوم هذا الأخير بعزله، وبعدها عاد عمر بن عبد العزيز إلى دمشق ولايته الأولى.
- تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك، فكان منهجه في إدارة الدولة مؤسسا على ثلاث دعائم أساسية ألا وهي إقامة الحق العدل وتطبيق الشورى.
- بمجرد تولي رضي الله عنه الخلافة اتجه إلى الإصلاح والاهتمام بأمور الرعية، وركز على الجانب الإداري من خلال سياسته في رد المظالم وعزله للولاة الظالمين.
- إن الإصلاح القضائي الذي اتبعه عمر بن عبد العزيز في إدارة الدولة الإسلامية كان ناجحا من خلال أهم المراسيم التي أصدرها في هذا المجال.
- اهتم رضي الله عنه بالجانب المالي والاقتصادي فطوره من خلال سياسته في تحقيق الأهداف الاقتصادية التي جاء بها، والمتمثلة في الاهتمام بالجانب الزراعي والمراسيم التي أصدرها في الإيرادات والإنفاق.
- أدت الإصلاحات الثقافية التي جاء بها عمر بن عبد العزيز إلى انتشار الدين الإسلامي، إضافة إلى ذلك فتحه باب الحوار مع الشيعة والخوارج من خلال سياسته الأخلاقية وعلمه رض الله عنه.
- توفي رضي الله عنه سنة (101)هجريه لكنه ترك وراءه إصلاحات كان لها أثر كبير على الأمة الإسلامية من خلال القضاء على الفتن والحروب وتحقيق الرفاهية الاقتصادية بالإضافة إلى نشر العدل والرخاء، ولعل أهم أثر خلفته، هذه الإصلاحات اعتناق الكثير من الناس للدين الإسلامي.
عزيزى القارئ لاتنسى تقييم المقالات من خلال تعليقكم على صفحات الموقع