 |
بعض الأسماء التي غيرهـا النبي(صلى الله عليه وسلم) فى عصر النبوة |
كان الرسـول يـحـب الفال
الصالح، والكلمة الحسنة ، ويكره التشاؤم ،
فقد روي
عنه أنه لما هاجر هو وأبو بكر مرورا بإبل بالجحفة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لمن هذه الإبل ؟ » ، قال : رجل من
أسلم ، فالتفت إلى أبي بكر فقال : « سلمت إن شاء
الله فقال : « ما اسمك ؟» فقال : مسعود ، فالتفت إلى
أبي بكر فقال : « سعدت إن شاء الله » .
وهذه بعض الأسماء التي غيرهـا النبي لا
وفقا لهذا المعيار :
غراب
غير النبي :(صلى الله عليه وسلم)اسم الغراب ، إلى المسلم، فقد
روى أبو نعيم في كتابه معرفة الصحابة قصة هذا
الصحابي الذي يرويها بنفسه فيقول : شهدت
النبي(صلى الله عليه وسلم) يوم حنين ، فقال : وما اسمك ؟ ، قلت :
غراب قال : «أنت مسلم»،
اسم «غراب، مشتق مـن الغـرب ، وهو
البعد، ولا شك أن هذا معنى سلبي ، والغراب
اسم للطائر المعروف ، وهو طائر حيث الفعل
خبيث الطعم ، أباح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتله في المحل
والحرم.
غير النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا الاسم إلى اسم «مسلم» ،
ليس لأن الغراب من الطيور التي توسـم بصفات
قبيحة فحسب ، بل لأنه رمز الشـؤم عند العرب
أيضا ، ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقوا من
اسمه الغربة والاغتراب والغريب
ولـكـن لـمـاذا كان الغراب رمزا للتشاؤم عند
العرب قديما وحديثا ؟
يحدثنا الجاحظ في كتابه ( الحيوان )
عن ذلك
فيقول : «الغراب من لئام الطير وليس من كرامها
ولا مـن أحرارهـا ومـن ذوات البـراثـن الضعيفـة
والأظفـار وهـو مع أنـه قـوي النظـر . لا يتعاطى
الصيد . إذا أصاب جيفة نال منها وإلا مات جوعا
ويتقمم كما يتقمـم بهائم الطير وضعافها وليس
ببهيمـة لمكان أكله الجيف وليس بسبع لعجزه
عـن الصيد ، والغربان جنس من الأجناس التي أمر
بقتلها في الحل والحرم وسميت بالفسـق وهي
فواسق اشتق لها من اسم إبليس» .
ومـن صـفـات الغـراب القبيحة أنـه
: «عديم
الوفاء لأنثـاه ولأولاده ، فإذا قضى وطره منها لا
يعود إليها بعـد ذلك لقلة وفائـه .
والأنثى تبيض
أربـع بيضات وخمسا ،
وإذا خرجت الفراخ من
البيض طردتها ؛ لأنها تخرج قبيحة المنظر جدا،
إذ تكون صغار الأجرام كبيرة الرءوس والمناقير ،
جرداء اللون ،
متفاوتة الأعضاء، فالأبوان ينظران
الفـرخ كذلك فيتر كانـه ، فيجعـل الله قوته في
الذباب والبعوض الكائن في عشـه إلى أن يقوى
وينبت ریشه ، فيعود إليه أبواه » .
فواضح أن هذا الاسـم يحمل مـن الدلالات ما
يجعله في مصاف الأسماء الممجوجة، فالغراب
لئيم الطبـع ، خبيث المطعم ،
، عديم الوفاء لزوج
وأولاده ، فضلا على أنه رمز للتشاؤم عند الناس -
قديما وحديثا .
اختار النبی(صلى الله عليه وسلم) لهذا الصحابي اسم «مسلم
: وهـو اسـم جـميـل مـشـتـق مـن السلامةبمعنى
الصحـة والعافيـة، والبـراءة ، أو من الاستسلام
بمعنى السهولة والانقياد . وواضـح أنها
دلالات إيجابية ، بل قيم عليا سامية .
نذير.... بشير
النذير والمنـذر
اسـمان يوحيان بالرهبـة
والخـوف ، وربمـا التشاؤم فـي بـعـض الأحيـان
ومـن هنا غير النبي (صلى الله عليه وسلم) اسـم نذير إلى « بشير »
والبشارة والنـذارة ضـدان ، والأثر الوارد في هذا
يـرويـه أبـو نـعـيـم فـي الحلية عن بشير قال أتيت
رسـول الله (صلى الله عليه وسلم)
فدعاني إلى الإسـلام ثـم قال لي :
ما اسمك ؟ قلت : نذير قال : بل أنت بشير قال :
فأنزلني الصفة فكان إذا أتته الهدية أشركنا فيها
وإذا أتته صدقة صرفها إلينا
هـذه الروايـة التـي رواها أبـو نـعـيـم تبين أن
صحابيا كان يدعى
ـ قبل الإسلام ـ نذيرا وكان من
قبيلة سـدوس ـ أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعاه الرسول
إلى الإسلام ، ثم قال لـه : ما اسمك ؟ فقال له :
«نذير ، فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم) : بل أنت بشير ، ثم جعله
النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهل الصفة ، الذين كانوا يسكنون
مسجده للعبـادة لا ينقطعـون عنهـا ،
وهذا يدل
على أنه صحابي آخر غير بشير الحارثي، موفد
الحارث ، فقد ذكر الصفدي في الوفيات : أن
اسمه «بشير بن الخصاصية بفتح الخاء المعجمة
وصـاديـن مهملتين وياء النسبة والخصاصية أمه
وهو سدوسي ... روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
صالحة روى عنه بشير بن نهيك » .
اشتق هذا الاسم ؟
ولـكـن مـا تـقـول اللغة في دلالـة «النذير
تقول اللغة : «النذير : هو الاسم من الإنذار
وأنذره خوفه وحذره وفي التنزيل العزيز »
"وانزرهم يوم الازفه" (غافر:18)
والنذيـر صـوت الـقـوس لأنـه يـنـذر الرمية .
وتنـاذر القـوم كـذا أي خـوف بعضهـم بعضا .
والـذيـر المحـذر فـعـيـل بمعنى مفعـل ومثله
السميع بمعنى المسمع والبديع بمعنى
المبـدع
. وأصل الإنذار الإعـلام ، يقال : أنذرته
أنـدره إنذارا إذا أعلمته فأنا منـذر ونذير أي معلم
ومخوف ومحذر».
فمـن خلال ما أورده ابن منظـور يتضح لنا أن
لفظ «النذير»
وصف على وزن «فعيـل » بمعنى
مشعل : أي منذر ، والمنذر هو : المخوف والمحذر
من أمر عظيم سيحل بقومه .
والنذيـر صـوت القـوس الـذي يـنـذر الرمية
ريخوفهـا ، فهو اسم يوحي بالخـوف والرعب ،
والهلع . أما البشـــر فـإن معناه المبشـر بكل ما
يشرح ويسر
ولا ريب أن البشارة معنى يوحي بالاطمئنان
والسكينة والفرح والسرور؛
لأن البشارة لا تكون
إلا بالخير، ومن ثم فهو اسم يدعو إلى التفاؤل .
ولذلك قدم القرآن البشارة على النذارة في
إنا أرسل ومـرا ونذيرا
( الفتح : ٨)
ه التغيير من اسم « نذير » إلى «بشير ، يسمى
تغيير التضاد بمعنى أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) غير الاسم
إلى ضده .
يثرب ..... طابة أوطيبة
ومـن بـاب التفاؤل أيضا غير النبي (صلى الله عليه وسلم)
« يثرب» إلى «طابة» أو «طيبـة » مخففة أو مثقلة
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث
جابر بن سمرة قال سمعت رسول اللہ (صلى الله عليه وسلم) یقول :
إن الله تعالى سمى المدينة طابة » .
وكان (صلى الله عليه وسلم) يكـره أن يقال لها « يثرب » ويطلب
مـن يصفها بذلك أن يستغفر الله ، ففي الحديث
« عن البراء قال قال رسـول الله : من سمى المدينة
يثرب فليستغفر الله - عز و جـل – هي طابة هي
ولـكـن لماذا كره النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا الاسم ؟ ومم
اشتق؟
إنما كره * تسميتها بيثرب ؛ لأنه مشتق
من التشريب ، وهو التوبيخ والملامة ، أو من الثرب
بمعنى الإفساد .
قال ابن منظور : «التثريب الإفساد والتخليط
وفي الحديث : « إذا زنت أمة أحد كـم فليضربها
الحد ولا يثرب ، قال الأزهري معناه : ولا يمكنها
ولا يقرعها بعد الضرب والتقريع أن يقول الرجل
في وجه الرجل عيبه فيقول فعلت كذا وكذا . . .
ويشرب مدينة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والنسب
إليها يتربي ويشربي وأثربي وأتريسي فتحوا الراء
استثقالا لتوالي الكسرات وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنه نهى أن يقال للمدينة يشرب وسماها طيبة كأنه
كره الشرب ؛ لأنه فســاد فـي كلام العرب قال ابن
الأثير يثرب اسم مدينة النبي (صلى الله عليه وسلم) قديمة فقيرها
وسماها طيبة وطاية كراهية التقريب وهو اللوم
والتعبير »
ولكن لماذا استعمل القرآن اسمها الأول وهو
يثرب
في قوله تعالى:
"واذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام
لكم فارجعوا"
(الأحزاب : ۱۳)
يجيــــــب ابـن بـطـال شـارح الصحيـح على
هـذا الســــــؤال فيـقـول : « وإنـمـا ســــــيت في
القرآن «يثرب» علـى وجـه الحـكـاية لتسمية
المشركين»
أما اشتقاق طابة فهو من الطيب ، وزنها فعلة ،
وقد يقال أيضا : طيبة ، وزنها فعلة ، وهذان المقالات
فعلة وفعلـة متعاقبان على معنى واحد ،
كقولهم
عيب وعاب ، وديم ودام، ودين ودان ، فاشتق لها
هذا الاسم من الطيب ، وكره اسمها ـ يشرب
ـ لـمـا في لفظـه من التثريب ،
وقد قال بعض أهل
العراق : وأمـر المدينة في ترابهـا وهوائها دليل
شاهد وبرهان على قوله الله : إنها طيبة [مسند
أعمل ) في حبها واسع طه ، انا عن دخل
وأقام بها بعد من تربتها وسط انها رائحة صية
، وبذلك السبب طاب طينها ،
والمعجونات من
الطيب فيهـا أحد رائعة، وكذلك العود وحسين
البخور يتضاعف طيبه في تلك البلدة على ما
بلدة استعمل ذلك الطيب بعينه فيها»
وللمدينة أسماء كثيرة حتى قال ابن بطال
الها نحو مئة اسم
منهما طابة وطيبة مشددة
مخففة وطايب ككاتب
ودار الأخبار ودار الأسرار
ودار الإيمان ودار السنة ودار السلامة ودار الف
ودار الهجرة،
وكثرة الأسماء تدل على شرف
المسمى ،
قال النووي : لا يعرف في البلاد أكثر
أسماء منها
واللام في لفظ المدينة للعهد المنسي غار
يقول أحد : المدينة لبلد فيصرف ما يريد القائل
إلا لها خاصة
وقيل : سميت بذلك لأنها الفرد -
خصال الإسلام أي المدينة الكاملة التي
تستحق أن يقال لها مدينة على الإطلاق كاسيت
للكعبة ، بل وترى أن تغيير الاسم كان من يشرب
إلى المدينة،
وهو من المدنية معنى التقدات
والتطور والرقي والازدهار،
ولم يطلق عليها اسم
إسلاميا كما يفعل البعض في كل المسمياته
يدعو إلى عمارة الأكرات
لأن الإسلام كما
يدعو إلى عبادة الرحيم الرحمن يدعوا إلى عماره الاكوان
عزيزى القارئ لاتنسى تقييم المقالات من خلال تعليقكم على صفحات الموقع